النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : اللهم خذ ببصرها. أو كما قال. ثم قال لأبى بكر ـ رحمة الله عليه ـ : دعها تدخل ، فإنها لن تراني ، فجلس النبي ـ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأبو بكر ـ رحمة الله عليه ـ جميعا ، فدخلت أم جميل البيت ، فرأت أبا بكر ـ رحمة الله عليه ـ ولم تر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وكانا جميعا فى مكان واحد فقالت يا أبا بكر أين صاحبك؟ «فقال (١)» : وما أردت منه يا أم جميل؟ قالت : إنه بلغني أنه هجانى ، وهجا زوجي ، وهجا أولادى ، وإنى جئت بهذا الفرث لألقيه على وجهه ، ورأسه أذله بذلك. فقال لها : والله ، ما هجاك ، ولا هجا زوجك ، ولا هجا ولدك. قالت : أحق ما تقول يا أبا بكر. قال : نعم. فقالت : أما إنك لصادق ، وأنت الصديق ، وما أرى البأس إلا وقد كذبوا عليه. فانصرفت إلى منزلها ، ثم إنه بدا لعتبة بن أبى لهب أن يخرج إلى الشام فى تجارة ، وتبعه ناس من قريش حتى بلغوا «الصفاح (٢)» [٢٥٦ أ] فلما هموا أن يرجعوا عنه إلى مكة ، قال لهم عتبة : إذا رجعتم إلى مكة ، فأخبروا محمدا بأنى كفرت ب «والنجم إذا هوى» (٣) وكانت أول سورة أعلنها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ، فلما بلغ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذلك قال : اللهم سلط عليه كلبك يأكله ، فألقى الله ـ عزوجل ـ فى قلب عتبة الرعب لدعوة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم وكان إذا سار ليلا ما يكاد ينزل بليل ، «فهجر (٤)» بالليل ، فسار يومه وليلته ، وهم أن لا ينزل حتى يصبح ، فلما كان قبيل الصبح ، قال له أصحابه : هلكت الركاب ، فما زالوا به حتى نزل ، وعرس ، «وإبله (٥)»
__________________
(١) «فقال» : كذا فى أ ، ف ، والأنسب : «قال».
(٢) كذا فى أ ، ف ، ل. ولعله مكان خارج مكة.
(٣) سورة النجم : ١ ، وردت فى أ ، ف : «بالنجم إذا هوى».
(٤) فى أ : «فهجد» ، وفى ف ، ل : «فهجر».
(٥) فى أ : «إله» ، وفى ف : «وإبله».