حالة ما إذا لم يفرض ، ١٢ ـ حكم المتعة للمتوفى عنها زوجها وللمطلّقة.
وهذه الأحكام مع مجمل الإرشادات الأخلاقية في هذه الآيات تبين أنّ مسأله تشكيل الاسرة هو نوع من العبادة لله تعالى ويجب أن يكون مقروناً بالتفكر والتدبر.
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢٢٢) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٢٣)
سبب النّزول
ذكر في تفسير ابن كثير ذيل الآية مورد البحث : إنّ اليهود كانت إذا حاضت المرأة منهم لم يواكلوها ولم يجامعوها في البيوت فسأل أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله فأنزل الله عزوجل (وَيَسَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ...).
وذكر قطب الدين الراوندي في فقه القرآن : قيل : كانوا في الجاهلية يجتنبون مؤاكلة الحائض ومشاربتها حتى كانوا لا يجالسونها في بيت واحد فسألوا رسول الله صلىاللهعليهوآله عن ذلك واستعلموا ذلك أواجب هو أم لا؟ فنزلت الآية.
التّفسير
أحكام النساء في العادة الشهرية : في الآية الاولى نلاحظ سؤال آخر عن العادة الشهرية للنساء ، فتقول الآية : «وَيَسَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى». وتضيف بلافاصلة : (فَاعْتَزِلُوا النّسَاءَ فِى الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ).
لأنّ الجماع في أيام الحيض ، فهو إضافة إلى ما فيه من اشمئزاز ، ينطوي على أذى وضرر ثبت لدى الطب الحديث ، ومن ذلك احتمال تسبيب عقم الرجل والمرأة ، وإيجاد محيط مناسب لتكاثر جراثيم الأمراض الجنسية مثل السفلس والتهابات الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة ، ودخول مواد الحيض المليئة بمكروبات الجسم في عضو الرجل ، وغير ذلك من الأضرار المذكورة في كتب الطب ، لذلك ينصح الأطباء باجتناب الجماع في هذه الحالة.
جملة (يَطْهُرْنَ) بمعنى طهارة النساء من دم الحيض وأمّا جملة (فَإِذَا تَطَهَّرْنَ) تعني