القرآن لمدح الأزواج في جنات النعيم هو أنّها «مطهرة» ، وهي إشارة إلى أول شرط في الزوجة هو «الطهر» ، وكل ما سواه من الشروط والأوصاف ثانوي.
في حديث عن الإمام الصادق عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : «قال للناس : إياكم وخضراء الدّمن. قيل : يا رسول الله! وما خضراء الدّمن؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء» (١).
٢ ـ النعم المادية والمعنوية في الجنة : ذكر القرآن الكريم أنواع النعم المادية في الجنة ، ولكنه ذكر إلى جانب هذه النعم المادية نعماً أهم منها هي النعم المعنوية كقوله تعالى في الآية (٧٢) من سورة التوبة : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيّبَةً فِى جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ العَظِيمُ).
(إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَا ذَا أَرَادَ اللهُ بِهذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) (٢٦)
سبب النّزول
ذكر الطبرسي في تفسير مجمع البيان عن ابن عباس أنّ الله لما ضرب المثلين قبل هذه الآية للمنافقين ، يعني قوله (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَارًا) وقوله (أَوْ كَصَيّبٍ مِنَ السَّمَاءِ) قال المنافقون : الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال آخرون : عند نزول الآيات التي تضرب الأمثال بالذباب والعنكبوت ، بدأ المشركون ينتقدون ويسخرون ، فقال الله تعالى : يا محمّد إنّ الله لا يستحى أن يضرب مثلاً.
التّفسير
هل الله يضرب المثل؟ الفقرة الاولى من الآية تقول : (إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا).
المثال وسيلة لتجسيد الحقيقة حين يقصد المتحدث بيان ضعف المدعي وتحقيره فإنّ
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٤ / ١٩.