الموردين هو اللحوم التي سيتم بيان حرمتها فيما بعد ، حيث تقول الآية : (إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ). والمورد الثاني هو أن يكون الإنسان في حالة إحرام للحج أو العمرة ، حيث يحرم عليه الصيد في هذه الحالة ، فتقول الآية : (غَيْرَ مُحِلّى الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ).
وفي آخر الآية يأتي التأكيد على أنّ الله إذا أراد شيئاً أو حكماً انجزه أو أصدره ، لأنّه عالم بكل شيء ، وهو مالك الأشياء كلها ، وإذا رأى أنّ صدور حكم تكون فيه مصلحة عباده وتقتضي الحكمة صدوره ، أصدر هذا الحكم وشرعه ، حيث تقول الآية في هذا المجال : (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (٢)
ثمانية احكام في آية واحدة : لقد بيّنت هذه الآية عدداً من الأحكام الإلهية الإسلامية المهمة ، وهي من الأحكام الأواخر التي نزلت على النّبي صلىاللهعليهوآله وكلّها أو أغلبها تتعلق بحج بيت الله ، وهي على الوجه التالي :
١ ـ الطلب من المؤمنين بعدم انتهاك شعائر الله ، ونهيهم عن المساس بحرمة هذه الشعائر المقدسة ، كما تقول الآية الكريمة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا لَاتُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ). والمراد بكلمة «الشعائر» : هي مناسك الحج التي كلّف المسلمون باحترامها كلها.
٢ ـ دعت الآية إلى احترام الأشهر الحرم وهي شهور من السنة القمرية ، كما نهت عن الدخول في حرب في هذه الشهور ، حيث قالت : (وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ).
٣ ـ حرمت الآية المساس بالقرابين المخصصة للذبح في شعائر الحج سواء ما كان منها ذا علامة وهو المسمّى ب «الهدي» أو تلك الخالية من العاملات والتي تسمّى ب «القلائد» أي نهت عن ذبحها وأكل لحومها حتى تصل إلى محل القربان للحج وتذبح فيه ، فقالت الآية :