أو قرأنا في بعض الآيات أو الروايات الكثيرة أنّ النبي صلىاللهعليهوآله والإمام عليّاً والأئمة المعصومين عليهمالسلام قد يخبرون عمّا يجري في المستقبل من حوادث ويبيّنون أسراراً خفية منها ، فينبغي أن نعرف أنّ كل ذلك بتعليم الله سبحانه. فهو سبحانه حيث يجد المصلحة يطلع عباده وأولياءه على قسم من أسرار الغيب ، ولكن هذا العلم لا هو علم ذاتي ولا غير محدود ، بل هو من تعليم الله وهو محدود بمقدار ما يريده الله.
وليس الإطلاع على علم الغيب من قبل الله خاصاً بالأنبياء أو الأئمة فقد يطلع الله غير النبي والأئمة على غيبه أيضاً ... فنحن نقرأ في قصة ام موسى في الآية (٧) من سورة القصص أنّ الله قال لها : (وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكَ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
وقد يطلع الله لضرورة الحياة ـ أحياناً ـ الطيور والحيوانات على الأسرار الخفية وحتى على المستقبل البعيد نسبياً مما يصعب علينا تصوره وبهذا الترتيب قد تكون بعض المسائل التي نحسبها غيباً ، هذه المسائل نفسها بالنسبة للطيور أو الحيوانات لا تعد من الغيب.
٢ ـ العبادة لله وحده : في الآية المتقدمة دليل لطيف على أنّ العبادة لله وحده ، وهو أنّه لو كانت العبادة من أجل العظمة وصفات الجمال ، والجلال فهذه الصفات قبل كل شيء موجودة في الله ، وأمّا الآخرون فلا شيء بالنسبة إليه ، وأكبر دليل على عظمة الله علمه الواسع غير المحدود وقدرته اللامتناهية ، وقد أشارت الآية الآنفة إلى أنّهما مختصان بالله.
وإذا كانت العبادة لأجل الإلتجاء ـ في حل المشاكل ـ إلى المعبود ... فإنّ مثل هذا العمل جدير بمن هو عليم بجميع حاجات العباد وأسرارهم الخفية. وما يغيب عليهم ، وهو قادر على إجابة دعوتهم ، وبالنتيجة فإنّ توحيد الصفات يكون سبباً لتوحيد العبادة (لاحظوا بدقة).
|
نهاية تفسير سورة هود |
* * *