(وَقاتِلُوهُمْ) أمر بالقتال لكل مشرك فى كل موضع ، على من رآها ناسخة ، ومن رآها غير ناسخة. قال : المعنى : قاتلوا هؤلاء الذين قال الله فيهم (فَإِنْ قاتَلُوكُمْ).
وعلى الأول ، فهو أمر بقتال مطلق لا بشرط أن يبدأ الكفار.
(حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) أي كفر ، وهذا يعنى أن سبب القتال هو الكفر.
(فَإِنِ انْتَهَوْا) عن الكفر ، اما بالإسلام ، أو بأداء الجزية ، فى حق أهل الكتاب.
(فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) سمى ما يصنع بالظالمين عدوانا ، من حيث هو جزاء عدوان ، إذ الظلم يتضمن العدوان ، فسمى جزاء العدوان عدوانا.
١٩٤ ـ (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) :
نزلت فى عمرة القضية وعام الحديبية ، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج معتمرا حتى بلغ الحديبية فى ذى القعدة سنة ست ، فصده كفار قريش عن البيت فانصرف ، ووعده الله أنه سيدخله ، فدخله سنة سبع وقضى نسكه.
(وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ) الحرمات جمع حرمة ، وانما جمعت الحرمات لأنه أراد حرمة الشهر الحرام ، وحرمة البلد الحرام ، وحرمة الإحرام ، والحرمة : ما منعت من انتهاكه. والقصاص : المساواة. أي اقتصصت لكم منهم إذ صدوكم سنة ست فقضيتم العمرة سنة سبع.
(فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) ، عموم متفق عليه ، اما بالمباشرة ان أمكن ، واما بالحكام.