(وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ) وقامت عليكم الحجة ولزمتكم الطاعة ، فلا عذر لكم فى التفريط.
١٠٠ ـ (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) :
البون بين الخبيث والطيب بعيد عند الله تعالى وإن كان قريبا عندكم ، فلا تعجبوا بكثرة الخبيث حتى تؤثروه لكثرته على القليل الطيب ، فإن ما تتوهمونه فى الكثرة من الفضل لا يوازى النقصان فى الخبيث وفوات الطيب.
(فَاتَّقُوا اللهَ) وآثروا الطيب وإن قل على الخبيث وإن كثر.
١٠١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) :
(إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) جملة شرطية.
أي لا تكثروا مساءلة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى تسألوا عن تكاليف شاقة عليكم إن أفتاكم بها وكلفكم إياها تغمكم وتشق عليكم وتندموا على السؤال عنها.
(وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ) جملة شرطية معطوفة على ما قبلها ، أي وإن تسألوا عن هذه التكاليف الصعبة فى زمان الوحى ، وهو ما دام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بين أظهركم يوحى إليه ، تبد لكم تلك التكاليف الصعبة التي تسؤكم وتؤمروا بتحملها ، فتعرضوا أنفسكم لغضب الله بالتفريط فيها.
(عَفَا اللهُ عَنْها) عفا الله عما سلف من مساءلتكم فلا تعودوا إلى مثلها.
(وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) لا يعاجلكم فيما فرط منكم بعقوبة.
١٠٢ ـ (قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ) :
(قَدْ سَأَلَها) الضمير ليس براجع إلى أشياء حتى تجب تعديته