٣ ـ (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ) :
(فِي السَّماواتِ) متعلق بمعنى اسم الله ، كأنه قيل : وهو المعبود فيها ، أو هو المعروف بالإلهية أو المتوحد بالإلهية فيها ، أو هو الذي يقال له : الله فيها لا يشرك به فى هذا الاسم.
ويجوز أن يكون (اللهُ فِي السَّماواتِ) خبرا بعد خبر ، على معنى : أنه الله ، وأنه فى السماوات والأرض. بمعنى أنه عالم بما فيهما لا يخفى عليه منه شىء ، كأن ذاته فيهما.
(يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ) إن أردت أنه المتوحد بالإلهية كان هذا تقريرا له ، لأن الذي استوى فى علمه السر والعلانية هو الله وحده.
وكذا إذا جعلت (فِي السَّماواتِ) خبرا بعد خبر.
وإلا فهو كلام مبتدأ بمعنى : هو يعلم سركم وجهركم.
وقد يكون خبرا ثالثا.
(وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ) من الخير والشر ، ويثيب عليه ويعاقب.
٤ ـ (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) :
(مِنْ آيَةٍ) من ، للاستغراق.
(مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ) من ، للتبعيض.
أي : وما يظهر لهم دليل قط من الأدلة التي يجب فيها النظر والاستدلال إلا كانوا عنه معرضين ، تاركين للنظر ، لا يلتفتون إليه ولا يرفعون به رأسا ، لقلة خوفهم وتدبرهم للعواقب.
٥ ـ (فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) :
(فَقَدْ كَذَّبُوا) مردود على كلام محذوف ، كأنه قيل : إن كانوا معرضين عن الآيات فقد كذبوا بما هو أعظم آية وأكبرها ، وهو الحق.