(لَمَّا جاءَهُمْ) يعنى القرآن الذي تحدوا به على تبالغهم فى الفصاحة فعجزوا عنه.
(فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) الشيء الذي كانوا به يستهزءون ، وهو القرآن ، أي أخباره وأحواله.
والمعنى : سيعلمون بأى شىء استهزءوا ، وسيظهر لهم أنه لم يكن موضع استهزاء ، وذلك عند إرسال العذاب عليهم فى الدنيا ، أو يوم القيامة.
٦ ـ (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) :
(مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) جعلنا لهم مكانا فيها.
(ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ) أي لم نعط أهل مكة ما أعطينا عادا وثمود وغيرهم من البسطة فى الأجسام ، والسعة فى الأموال ، والاستظهار بأسباب الدنيا.
(وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً) مغزارا.
(قَرْناً آخَرِينَ) أي لا يتعاظمه أن يهلك قرنا ، وأنه قادر على أن ينشئ مكانهم آخرين يعمر بهم بلاده.
٧ ـ (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) :
(كِتاباً) مكتوبا.
(فِي قِرْطاسٍ) فى ورق.
(فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ) ولم يقتصر بهم على الرؤية لئلا يقولوا : سكرت أبصارنا ، ولا تبقى لهم علة.
(إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) تعنتا وعنادا للحق بعد ظهوره.