٨ ـ (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ) :
(لَقُضِيَ الْأَمْرُ) أمر إهلاكهم.
(ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ) بعد نزوله طرفة عين.
إما لأنهم إذا عاينوا الملك قد نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فى صورته ، وهى آية لا شىء أبين منها وأيقن ، ثم لا يؤمنون ، كان لا بد من إهلاكهم.
وإما لأنه يزول الاختيار الذي هو قاعدة التكليف عند نزول الملائكة ، فيجب إهلاكهم.
وإما لأنهم إذا شاهدوا ملكا فى صورته زهقت أرواحهم من هول ما يشاهدون.
ومعنى (ثُمَ) بعد ما بين الأمرين : قضاء الأمر ، وعدم الإنظار ، جعل عدم الإنظار أشد من قضاء الأمر ، لأن مفاجأة الشدة أشد من نفس الشدة.
٩ ـ (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) :
(وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً) ولو جعلنا الرسول ملكا كما اقترحوا.
(لَجَعَلْناهُ رَجُلاً) لأرسلناه فى صورة رجل كما كان ينزل جبريل فى أعم الأحوال فى صورة وصية ، لأنهم لا يبقون مع رؤية الملائكة فى صورهم.
(وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) ولخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم حينئذ ، فإنهم يقولون إذا رأوا الملك فى صورة إنسان : هذا إنسان وليس بملك. فإن قال لهم : الدليل على أنى ملك أنى جئت بالقرآن المعجز ، وهو ناطق بأنى ملك لا بشر كذبوا ، فإذا فعلوا ذلك خذلوا كما هم مخذولون الآن ، فهو لبس الله عليهم.