٩٠ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ) :
(فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) فاختص هداهم بالاقتداء ، ولا تقتدوا إلا بهم.
والهاء فى (اقْتَدِهْ) للوقف تسقط فى الدرج. واستحسن إيثار الوقف لثبات الهاء فى المصحف.
٩١ ـ (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) :
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) وما عرفوه حق معرفته فى الرحمة على عباده واللطف بهم حين أنكروا بعثة الرسل والوحى إليهم ، ذلك من أجل رحمته وأعظم نعمته.
أو ما عرفوه حق معرفته فى سخطه على الكافرين وشدة بطشه بهم ، ولم يخافوه حين جسروا على تلك المقالة العظيمة من إنكار النبوة.
والقائلون هم اليهود ، بدليل قوله بعد (تَجْعَلُونَهُ) ، وكذلك (تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ).
وإنما قالوا ذلك مبالغة فى إنكار إنزال القرآن على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فألزموا ما لا بد لهم الإقرار به من إنزال التوراة على موسى عليهالسلام.
ثم أدرج تحت الإلزام توبيخهم ، وأن نعى عليهم سوء جهلهم لكتابهم وتحريفهم إياه وإبداء بعضه وإخفاء بعضه.
(وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ) الخطاب لليهود ، أي علمتم على لسان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم مما أوحى إليه ما لم تعلموا أنتم ، وأنتم حملة التوراة ، ولم يعلمه آباؤكم الأقدمون ، الذين كانوا أعلم منكم.
وقيل : الخطاب لمن آمن من قريش.