١٢ ـ (قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) :
(أَلَّا تَسْجُدَ) لا ، صلة وزيادتها لتوكيد معنى الفعل الذي تدخل عليه وتحقيقه ، كأنه قيل ، ليتحقق علم أهل الكتاب : وما منعك أن تحقق السجود وتلزمه نفسك؟
(إِذْ أَمَرْتُكَ) لأن أمرى لك بالسجود أوجبه عليك إيجابا ، وأحتمه عليك حتما لا بد لك منه.
(أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) جواب لقوله (ما مَنَعَكَ) وحق الجواب أن يقول : منعنى كذا ، ولكن الاجابة بتفضيل نفسه فيه انكار للأمر واستبعاد أن يكون مثله مأمورا بالسجود لمثله كأنه يقول : من كان على هذه الصفة كان مستبعدا أن يؤمر بما أمر به.
١٣ ـ (قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) :
(فَاهْبِطْ مِنْها) من السماء التي هى مكان المطيعين المتواضعين من الملائكة ، الى الأرض التي هى مقر العاصين المتكبرين من الثقلين.
(فَما يَكُونُ لَكَ) فما يصح لك.
(أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها) وتعصى.
(فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) من أهل الصغار والهوان على الله وعلى أوليائه لتكبرك.
١٤ ـ (قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) :
(أَنْظِرْنِي) أمهلنى.
(إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) الى يوم القيامة.
١٥ ـ (قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) :
أي انك من الممهلين المؤخرين.
١٦ ـ (قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) :