(يُخادِعُونَ اللهَ) أي يخادعونه عند أنفسهم وعلى ظنهم.
وقيل : فى الكلام حذف ، تقديره : يخادعون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، جعل خداعهم لرسوله خداعا له.
ومخادعتهم : ما أظهروه من الايمان خلاف ما أبطنوه من الكفر.
وقيل : يخادعون الله ، أي يفسدون ايمانهم وأعمالهم فيما بينهم وبين الله تعالى بالرياء ، إذ أصل الخدع : الفساد.
(وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) نفى وإيجاب ، أي ما تحل عاقبة الخدع إلا بهم.
(وَما يَشْعُرُونَ) أي يفطنون أن وبال خدعهم راجع إليهم ، فيظنون أنهم قد نجوا بخدعهم وفازوا ، وانما ذلك فى الدنيا ، لا فى الآخرة.
١٠ ـ (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) :
(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ابتداء وخبر ، أي بسكونهم الى الدنيا ، وغفلتهم عن الآخرة.
والمرض عبارة مستعارة للفساد الذي فى عقائدهم.
والمعنى : قلوبهم مرضى لخلوها عن العصمة والتوفيق والرعاية والتأييد.
(فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) ، قيل : هو دعاء عليهم ، ويكون المعنى : زادهم الله شكا ونفاقا.
وقيل : هو : إخبار من الله تعالى عن زيادة مرضهم ، أي فزادهم الله مرضا الى مرضهم ، أي وكلهم الى أنفسهم ، وجمع عليهم هموم الدنيا ، فلم يتفرغوا عن ذلك الى اهتمام بالدين.
(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أي مؤلم موجع.
وأليم ، أي مؤلم موجع.
(بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) ، ما ، مصدرية ، أي بتكذيبهم للرسل.