(وَيَمُدُّهُمْ) : أي يطيل لهم المدة ويمهلهم ويملى لهم.
(فِي طُغْيانِهِمْ) أي كفرهم وضلالهم ، وأصل الطغيان : مجاوزة الحد. أي يمدهم بطول العمر حتى يزيدوا فى الطغيان فيزيدهم فى عذابه.
(يَعْمَهُونَ) : يعمهون ، أي يترددون متحيرين فى الكفر ، يقال عمه الرجل إذا حار.
١٦ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) :
(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) ، ضمت الواو فى (اشْتَرَوُا) فرقا بينها وبين الواو الأصلية ، والضمة فى الواو أخف من غيرها لأنها من جنسها.
واشتروا ، من الشراء ، والشراء ، هنا مستعار ، والمعنى : استحبوا الكفر على الايمان ، فعبر عنه بالشراء ، لأن الشراء يكون فيما يحبه مشتريه ، يعنى : أخذوا الضلالة وتركوا الهدى ، أي استبدلوا واختاروا الكفر على الايمان ، وجاء بلفظ الشراء توسعا ، لأن الشراء والتجارة راجعان الى الاستبدال.
وأصل الضلالة : الحيرة ، ويسمى النسيان ضلالة ، لما فيه من الحيرة.
(فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) أسند تعالى الربح الى التجارة ، على عادة العرب فى قولهم : ربح بيعك ، والمراد : فما ربحوا فى تجارتهم.
(وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) فى اشترائهم الضلالة.
١٧ ـ (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) :
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) مثلهم ، رفع بالابتداء ، والخبر