(وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) الفاسقين ، نصب بوقوع الفعل عليهم ، والتقدير : وما يضل به أحدا إلا الفاسقين الذين سبق فى علمه أنهم لن يهتدوا. والفسق : الخروج من طاعة الله عزوجل.
٢٧ ـ (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) :
(الَّذِينَ) فى موضع نصب على النعت للفاسقين ، وان شئت جعلته فى موضع رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هم الذين.
(يَنْقُضُونَ) النقض : إفساد ما أبرمته من عهد.
(مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) الميثاق : العهد المؤكد باليمين.
(وَيَقْطَعُونَ) القطع معروف.
(ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) ما ، فى موضع نصب بالفعل (يَقْطَعُونَ). وأن ، بدل من (ما) ، أو من الهاء فى (بِهِ). ويجوز أن يكون : لئلا يوصل ، أي كراهة أن يوصل.
وما أمر به أن يوصل ، هو صلة الأرحام.
وقيل : أن يوصل القول بالعمل.
وقيل : أن يوصل التصديق بجميع أنبيائه.
وقيل : الاشارة الى دين الله وعبادته فى الأرض ، واقامة شرائعه ، وحفظ حدوده ، فهى عامة فى كل ما أمر الله تعالى به أن يوصل.
(وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) أي يعبدون غير الله ويجورون فى الأفعال إذ هى بحسب شهواتهم وهذا غاية الفساد.
(أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) ابتداء وخبر ، وهم زائدة ، ويجوز أن تكون (هُمُ) ابتداء ثان ، و (الْخاسِرُونَ) خبره.
والخاسر : الذي نقص نفسه حظها من الفلاح والفوز.