النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو في عصر أحد المعصومين عليهمالسلام. وهذا اللون من التصنيف تأسيسي الطابع وذو نكهة علمية لا يمكن إنكارها. وكان كتابه الرجالي الثاني الفهرس خطوة أُخرى على نفس الطريق. قال الشيخ الطوسي في مقدّمة كتابه الرجالي الأبواب : «أمّا بعد : فإنّي قد أُجبتُ إلى ما تكرّر سؤال الشيخ الفاضل فيه من جمـع كتاب يشتمل على أسماء الرجال الذين رووا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن الأئمّة عليهمالسلام من بعده إلى زمن القائم عليهالسلام ثمّ أذكر بعد ذلك من تأخّر زمانه عن الأئمّة عليهمالسلام من رواة الحديث أو من عاصـرهم ولم يروِ عنهـم»(١). وهذه العبـارة صريحة في سـرد أسمـاء الرجـال دون التدقيـق في وثاقتـهم أو ضعّفـهم على نحو الشموليـة والإستيفـاء.
ولكن ، ومع التصريح باتباعه ذلك المنهج العلمي ، إلاّ أنّه ذكر جملة ألفاظ في وصف بعض الرجال بعضها يفيد المدح مثل : ثقة ، ثقة ثقة ، ثقة صحيح ، ثقة مأمون ونحوها ؛ وبعضها يفيد الذمّ مثل : ضعيف ، عامّي ، رديّ الأصل ، مخلّط ونحوها. إلاّ أنّ هدفه العامّ لم يكن التوثيق أو التضعيف ، كما ألمحنا إلى ذلك.
٣ ـ «الفهرس» للطوسي :
وهو كتاب يمثّل المرحلة الثانية من مراحل آمال الشيخ الطوسي قدسسرهفي تثبيت أُسس علم الرجال. فقد ذكر فيه اصحاب الكتب والأُصول ، وأنهى إليهم وإليها أسانيده عن مشايخه. وكان هذا الكتاب في غاية الأهمّية لفقهاء الطائفة بعد عصر الطوسي قدسسره لأنّه :
١ ـ بيّن الطرق إلى نفس تلك الأُصول والكتب.
__________________
(١) رجال الطوسي: ٢ المقدمة.