ثمّ إنّه قد ورد عنهم عليهم السلام أن : «أصدق الأسماء ما سمّي بالعبوديّة وأفضلها أسماء الأنبياء» كما عن أبي جعفر عليه السلام(١).
وجاء في غير واحد من الأخبار تعيين عدّة من الأسماء ، ولا شك أنّ أفضلها اسم نبيّنا ، حتّى رووا عنه صلّى الله عليه وآله أنّه قال : «من ولد له ثلاث بنين ولم يسمّ أحدهم محمّداً فقد جفاني»(٢).
وعن أبي الحسن عليه السلام : «لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من النساء»(٣).
والذي أظنّ أنّ من جملة أسباب التأكيد على التسمية بهذه الأسماء المباركة هو الأثر التربوي المترتّب عليها ، وذلك :
أوّلاً : لأنّ الولد المسمّى بهذا الإسم ، يستلهم منه الجهات المعنويّة والحالات القدسيّة التي كان عليها صاحبه من الأنبياء أو الأئمّة عليهم الصّلاة والسّلام ، فيكون محفِّزاً له على تحصيلها ورادعاً له عن أضدادها.
وثانياً : لأنّ هذه الأسماء تقتضي إكرامه من قبل الناس ، ومن قبل الوالدين اللذين سمّياه بذلك ، ومن هنا نجد التأكيد من الأئمّة عليهم السلام من هذه الحيثيّة.
إكرامه :
ففي الراويات الأمر بإكرام الولد ، قالوا عليهم السلام : «أكرموا
__________________
(١) وسائل الشيعة ٢١ / ٣٩١ ح ٢٧٣٨١.
(٢) وسائل الشيعة ٢١ / ٣٩٤ ح ٢٧٣٨٨.
(٣) وسائل الشيعة ٢١ / ٣٩٦ ح ٢٧٣٩٥.