الفصل الخامس
ميزان الوثاقة وأُسلوب الأخذ بالرواية
مقدّمة :
لا شكّ أنّ ضوابط الوثاقة كانت ولا تزال محور علم الرجال. فقد اتفق الفقهاء على اساليب للأخذ بالرواية الصحيحة منها : نص المعصوم عليهالسلام ، نصّ أحد الأعلام المتقدّمين ، نصّ أحد الأعلام المتأخّرين ، دعوى الإجماع من قبل الأقدمين. وهناك توثيقات عامّة للرواة ، وتوثيقات خاصّة سوف نبحثها في هذا الفصل بإذنه تعالى.
أساليب الأخذ بالرواية :
اتفق الفقهاء على أساليب متعدّدة للأخذ بالرواية ، منها :
١ ـ نصّ المعصوم عليهالسلام :
فإذا نصّ المعصوم عليهالسلام على وثاقة فرد فلا إشكال أنّ ذلك حجّة في إثبات وثاقته. ولا شكّ أنّنا لا نستطيع إحراز ذلك بالحسّ أو الوجدان ، بل لا بدّ من رواية معتبرة في ذلك. ومثال ذلك : روى الكشّي بسند صحيح عن علي بن المسيّب قال : «قلتُ للرضا عليهالسلام : شقّتي بعيدة ولستُ أصل إليك في كلّ وقت ، فعمّن آخذ معالم ديني؟ فقال : من زكريّا بن آدم القمّي ، المأمون على الدين والدنيا»(١). وتلك الرواية الصحيحة تدلّ على وثاقة
__________________
(١) رجال الكشي رقم ١١١٢.