أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا وكانوا جميعهم ثقات»(١). وفي ترجمة محمّـد بن الحسن بن أبي سارة : «إنّ بيت الرواسي كلّهم ثقات»(٢).
والتوثيق العام لا بدّ أن يستند على أُسس شرعية. ذلك أنّ دراسة طبيعة البحث الرجالي في المدرسة الإمامية يستدعي ملاحظة القرائن الشخصية والاجتماعية المحيطة بالراوي. والحدّ الشرعي الأدنى للأخذ بالرواية هو سكون النفس إلى الرواة الذين حملوا لنا الرواية لفظاً أو كتابة من ثقة إلى آخر. فالضابط في التوثيق لا ينحصر في مجرّد النصّ على وثاقته أو تضعيفه فحسب ، بل لا بدّ من ملاحظة ضوابط أُخرى في مورد البحث ، منها :
١ ـ إنّ وثاقة الراوي تستدعي ملاحظة الظروف الإجتماعية والسياسية القاهرة التي كان يمرّ بها أئمّة أهل البيت عليهمالسلام. فقد استخدمت وسائل التقية للحفاظ على المذهب وحملة رسالته. وكان الذمّ أحد الوسائل التي استخدمت من أجل حقن دماء بعض أجلاّء الطائفة. فزرارة بن أعين مثلاً ورد فيه اللعن والذم والتشهير مع أنّه كان من الثقات الذين ساهموا في حفظ الشريعة من الإندراس. فقد وردت في كتاب واحد وهو كتاب اختيار معرفة الرجال روايتان متعارضتان حوله :
الأولى : ما رواه عمّار الساباطي عن أبي عبـد الله عليهالسلام : «يا عمّار أتعرف هذا الرجل؟ قلتُ : لا والله إلاّ أنّي نزلت ذات ليلة في بعض المنازل فرأيته يصلّي صلاة ما رأيت أحداً صلّى مثلها ودعا بدعاء ما رأيتُ أحداً دعا بمثله. فقال لي : هذا زرارة بن أعين. هذا من الذين وصفهم عزّ وجلّ في
__________________
(١) رجال النجاشي رقم ٦١٢.
(٢) رجال النجاشي رقم ٨٨٣.