كتابه فقال : (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً)(١)»(٢). وفي غيرها أنّ الإمام لعنه ثلاثاً وفي آخر أنّ إيمانه عارية وأنّه أشرّ من اليهود والنصارى ...»(٣).
الثانية : ورواية عبـد الله بن زرارة عن أبي عبـد الله عليهالسلام في حقّ زرارة : «... فإنّك والله أحبّ الناس إليّ وأحبّ أصحاب أبي حيّاً وميّتاً ...»(٤).
وكان الذمّ الذي استعمل وسيلة من وسائل التقية بمثابة قرينة على صدق الرجل وعلوّ مقامه وصدق مكانته بين الأصحاب. فزرارة بن أعين من أجلاّء الأصحاب الذين حملوا في صدورهم روايات أهل البيت عليهمالسلام ، فصدق بحقّهم القول بأنّ الشريعة كادت تندرس لولاهم. ومع ذلك نرى بعض الروايات المتعارضة مع حقيقة التوثيق. وهذا يستدعي النظر بعين ثاقبة إلى الظروف الاجتماعية والسياسية التي كان يعيشها الرواة الثقات المخلصون لأهل البيت عليهمالسلام.
٢ ـ ضرورة النظر إلى حياة الراوي من بدايتها وحتّى نهايتها. فقد يطرأ على الراوي تغيّر في العقيدة ، أو الكنية ، أو الإقامة ، أو نحوها خلال مراحل حياته. فقد يكون واقفيّاً او فطحيّاً في مرحلة من مراحل حياته ولكنّه يرجع إلى الحقّ لاحقاً. وقد يسكن البصرة فترة من حياته فيوصف بالبصري ، ثمّ يسكن الكوفة في فترة أُخرى فيوصف بالكوفي. وقد يكنّى
__________________
(١) سورة الفرقان ٢٥: ٢٣.
(٢) اختيار معرفة الرجال: ١٥١.
(٣) اختيار معرفة الرجال: ١٥١.
(٤) اختيار معرفة الرجال: ١٣٩.