جانب المادحين. فالسكون إليهم ما لم يحصل معارض راجح ، والسكون إلى القادحين ما لم يحصل معارض مرجوح»(١). وفي النصّ تصريح واضح يدفعنا للإيمان بأنّ كتاب الضعفاء المثقل بالقدح والذمّ لا نطمئنّ به ولا بنسبته إلى ابن الغضائري. فهو من جهة إذا كان القدح موجوداً مع وجود المعارض فإنّه يسقط بالمعارضة. ومن جهة أُخرى إذا كان القدح موجوداً مع عدم وجود معارض ، فهو ساقط أيضاً لشيوع التهمة في القدح ولا شيوع لها في المدح.
٥ ـ لو واجهنا السؤال التالي : هل أنّ الحجّة هي في الوثوق بصدوره عن المعصوم عليهالسلام ، أم أنّ الحجّة منحصرة بالخبر الصادر عن الثقة؟ بطبيعة الحال أنّ الجواب يتحدّد بحدود الإيمان بوثاقة الخبر الصادر عن المعصوم عليهالسلام ، وهذا هو مراد المجتهد المستنبط. فقد يكون الراوي ثقة ، ولكن القرائن والإمارات تدلّ على عدم صدور الخبر عن المعصوم عليهالسلام ، وأن الثقة قد أخطأ أو التبس عليه الأمر في النقل. فيكون محور الأخذ بالخبر هو الوثوق من صدوره من المعصوم عليهالسلام بملاحظة الأمارات والقرائن على ذلك ، التي يكون أحدها خبر الثقة.
الرواة الثقات في عصر النصّ :
ويدخل تحت هذا العنوان : أصحاب الإجماع ، ومشايخ الثقات ، ورجال أسانيد بعض الكتب المعتبرة ، وأصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ، ومشايخ الإجازة والوكالة عن الإمام عليهالسلام.
__________________
(١) حل الاشكال في معرفة الرجال: المقدمة.