عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام. ثم قال في كلا كتابيه : «فأوّل ما فيه أنّه مرسل ، وما هذا سبيله لا يعارض به الأخبار المسندة»(١). وذكر رواية محمّـد بن علي بن محبوب ، عن العبّاس ، عن عبـد الله بن المغيرة ، عن بعض أصحابه عن أبي عبـد الله عليهالسلام ، فقال في التهذيب : «وهذا خبر مرسل» ، وقال في الإستبصار : «فأوّل ما في هذا الخبر أنّه مرسل»(٢). فكيف يناقش الشيخ قدسسره سند تلك الأخبار المرسلة مع أنّ مرسليها لا يروون ولا يرسلون ـ حسب نظره ـ إلاّ عن ثقة؟
٢ ـ إنّ أحد أسباب ارسال ابن أبي عمير هو أنّ كتبه قد ضاعت ، فاضطرّ إلى أن يروي مرسلاً. قال النجاشي : «... حبس في أيّام الرشيد ... وروي أنّه حبسه المأمون حتّى ولاّه قضاء بعض البلاد. وقيل : إنّ اخته دفنت كتبه في حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين فهلكت الكتب. وقيل : بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت ، فحدّث من حفظه ، وممّا كان سلف له في أيدي الناس ، ولهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله ...»(٣). ولكن نلمس في بعض روايات ابن أبي عمير وغيره من مشايخ الثقات أنّهم يروون أحياناً عن الضعفاء. وفيما يلي بعضاً من تلك الروايات :
أ ـ روى عن محمّـد بن يعقوب بسند صحيح عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة البطائني الذي قال فيه علي بن الحسن بن فضّال :
__________________
(١) التهذيب ج ٨ باب العتق واحكامه. حديث ٩٣٢. والاستبصار ج ٢ باب ولاء السائبة ، حديث ٨٧.
(٢) التهذيب ج ١ باب المياه واحكامها ، حديث ١٣٠٩. والاستبصار ج ١ باب مقدار الماءالذي لا يبخسه شي. حديث ٦.
(٣) رجال النجاشي رقم ٨٨٧.