نفس كتابه المعتبر يأخذ بمراسيل ابن أبي عمير.
وعلى أيّ تقدير فإنّ ابن أبي عمير مع جلالة قدره إلاّ أنّه كان يروي عن الضعفاء ، فكيف يمكن الأخذ بمراسيله دون تدقيق في قرائن أُخرى تفيد صحّة السند.
٣ ـ انقسم الفقهاء إلى مدرستين : الأُولى : آمنت بمراسيل ابن أبي عمير. والثانية : لم تؤمن بالإرسال حتّى لو كان من ابن أبي عمير.
فقد كان من روّاد المدرسة الأُولى : علي بن طـاووس (ت ٦٦٤ هـ) في فـلاح السـائل(١) ، والمحقّـق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ) في المعتبـر(٢) ، والعلاّمـة الحلّـي (ت ٧٢٦ هـ) في المنتـهى(٣) ، والشهيـد الأوّل (ت ٧٨٦ هـ) في الذكـرى(٤) ، وابن فهـد الحلّـي (ت ٨٤١ هـ) في المهذّب البـارع(٥) ، والشهيـد الثانـي (ت ٩٦٥ هـ) في الدرايـة(٦) ، والميـرزا الأسترآبـادي في منهج المقـال(٧) ، والشيخ البهائي (ت ١٠٣٠ هـ)
__________________
(١) فلاح السائل: في مهمات الصلاة والمصلي.
(٢) المعتبر ١ / ٤٧. في آداب الوضوء أنكر الأخذ بمراسيل ابن أبي عمير ، وفي بحث الكرّقال : (الثالثة: رواية محمّـدبن أبي عمير عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبـداللهعليهالسلامقال: الكرّألف ومائتا رطل ، وعلى هذا عمل الأصحاب ولا طعن في هذه بطريق الإرسال لعمل الأصحاب بمراسيل ابن أبي عمير). وربّما يفسّر هذا وغيره من التبدّل في رأي المجتهد ، فقد يرى الفقيه في البداية وثاقة مراسيل ابن أبي عمير وصفوان والبزنطي ثم يظهر له خلاف ذلك ، فلا يلتفت إلى تصحيح ما كتبه في البداية.
(٣) منتهى المطلب: التاسع (العجين إذا كان ماؤه نجساً).
(٤) ذكرى الشيعة ١ / ٤٨.
(٥) المهذّب البارع: مقدّمة المؤلّف.
(٦) شرح البداية في علم الدراية: الحقل الثالث (في المرسل).
(٧) منهج المقال: ٢٥ طبعة حجرية.