بالحديث والعلم ، وسمّيته كتاب كامل الزيارات وفضلها وثواب ذلك»(١).
وكتاب كامل الزيارات من الكتب المعتمدة عند الطائفة ، أخذ منه الشيخ الطوسي في التهذيب ، واعتبره الشيخ الحرّ العاملي من مصادر وسائل الشيعة ، وقال في الفائدة السادسة من خاتمة الوسائل : «وقد شهد علي بن إبراهيم أيضاً بثبوت أحاديث تفسيره ، وأنّها مروية عن الثقات عن الأئمّة ، وكذلك جعفر بن محمّـد بن قولويه فإنّه صرّح بما هو أبلغ من ذلك في أوّل مزاره»(٢). وعقّب السيّد الخوئي (ت ١٤١٣ هـ) على ذلك فقال : «ما ذكره صاحب الوسائل متين ، فيحكم بوثاقة من شهد علي بن إبراهيم أو جعفر بن محمّـد بن قولويه بوثاقته ، اللّهمّ إلاّ أن يُبتلى بمعارض»(٣). وبالإجمال ، فإنّ ابن قولويه لا يروي في كتاب كامل الزيارات رواية عن المعصوم عليهالسلام إلاّ وقد وصلت إليه من جهة الثقات من أصحابنا.
إلاّ أنّ المحدّث النوري اعتقد أنّ ابن قولويه نصّ على توثيق كلّ من صدّر بهم سند أحاديث كتابه ، لا كلّ من ورد في أسناد الروايات وهم ٣٨٨ اسم ورد في أسناد جميع أنحاء الكتاب. والمحصّل أنّ ابن قولويه وثّق جميع مشايخه ولم يوثّق كلّ من ورد إسمه في سند كامل الزيارات. ويمكن استخلاص ذلك من الفائدتين الثالثة والعاشرة في المستدرك.
ففي الفائدة الثالثة قال : «إنّ المهمّ في ترجمة هذا الشيخ العظيم استقصاء مشايخه في هذا الكتاب الشريف ، فإنّ فيه فائدة عظيمة لم تكن في من قدّمنا من مشايخ الأجلّة ، فإنّه رحمه الله ... نصّ على توثيق كلّ من
__________________
(١) مقدمة كامل الزيارات: ٤.
(٢) وسائل الشيعة ٢٠ / ٦٨.
(٣) معجم رجال الحديث ١ / ٥٠.