نزل ، والمحِلّ : المكان الذي تحلّه ...».
الحلّة في كتب المؤرّخين :
تناول العديد من المؤرّخين وأصحاب الرحلات التاريخية مدينة الحلّة ، وذكروا تأسيسها على يد الأمير صدقة المزيدي عام (٤٩٥ هـ) ، وأشاروا إلى أهمّيتها التاريخية المتميّزة ومكانتها العلمية والأدبية ، وتطرّقوا أيضاً لذكر موقعها الجغرافي المتميّز حيث خصوبة التربة واعتدال المناخ وطيب الهواء ونقائه ، وكانت هذه الصفات سبباً لتسميتها بالحلّة الفيحاء ، وإليك بعض ما كتب عنها :
الحلّة في رحلة ابن جبير(١) :
قال الرحّالة محمّـد بن أحمد بن جُبير الكناني المتوفّى عام (٦٤١ هـ) عند ذكره مدينة الحلّة :
«هي مدينة كبيرة عتيقة الوضع مستطيلة لم يبق من سورها إلاّ حلق من جدار ترابي مستدير بها ، وهي على شطّ الفرات يتّصل بها من جانبها الشرقي ويمتدّ بطولها ، ولهذه المدينة أسواق حفيلة جامعة للمرافق المدنية والصناعات الضرورية ، وهي قوية العمارة كثيرة الخلق متصلة حدائق النخيل ، وألفينا بها جسراً عظيماً معقوداً على مراكب متّصلة من الشطّ إلى الشطّ تحفّ بها من جانبها سلاسل من حديد كالأذرع المفتولة عُظماً وضخامة ترتبط إلى خشبة مثبتة في كلا الشطّين تدلّ على عظم الاستطاعة والقدرة ، أمر الخليفة بعقده على الفرات اهتماماً بالحاج واعتناء بسبيله ،
__________________
(١) رحلة ابن جبير: ١.