عن موضعه شبراً واحداً ، وكان يباشر القتال بنفسه الشريفة حتّى فنيت نباله ، وكان تارة يرمي عن قوسه وتارة بالحجارة.
وأصاب عتبة بن أبي وقاص شفتيه ورباعيّته ، وضربه ابن قمية على كريمته الشريفة ، فلم يضع(١) سيفه شيئاً إلاّ وهن ؛ لضربه(٢) بثقل السيف.
ثمّ وقع (صلى الله عليه وآله وسلم) مغشيّاً عليه ، وحجب الله تبارك وتعالى أبصار المشركين عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وصاح إبليس لعنه الله في المدينة(٣) : قُتل رسول الله(٤).
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «لمّا انهزم الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي ، وكنت أمامه (صلى الله عليه وآله وسلم) أضرب المشركين بسيفي ، فرجعت أطلبه فلم أره ، فقلت : ما كان رسول الله ليفرّ وما رأيته في القتلى ـ أظنّه رُفع(٥) من بيننا إلى السماء ـ فكسرت جفن سيفي ، وقلت في نفسي : لأُقاتلنّ(٦) به حتّى أُقتل ، وحملت على القوم فانفرجوا(٧) فإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقع مغشيّاً(٨) عليه ، فنظر إليَّ وقال : يا عليّ ما فعل الناس؟ فقلت : كفروا يا رسول الله ، ولّوا الدبر وأسلموك إلى عدوّك.
__________________
(١) في «ق» : تصنع ، وفي «م» : يصنع.
(٢) في «م» : الضربة.
(٣) في «ط» : وصاح عدوّ الله إبليس اللعين في المدينة.
(٤) في «ط» : ألا قد قتل رسول الله.
(٥) في «ق» : رفعه.
(٦) في «ق ، م» : لأقتلنّ.
(٧) في «ق» : فافرجوا ، وفي «م» : فرجعوا إليَّ.
(٨) في «م» : واقع مغشيّ.