فنظر (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى كتيبة قد أقبلت إليه ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عليّ ردّهم عنّي ، فحملت عليهم أضربهم يميناً وشمالاً حتّى قتلت منهم هشام بن أُميّة المخزومي وانهزم الباقون ، وأقبلت إليه كتيبة أُخرى ، فقال لي (صلى الله عليه وآله وسلم) : احمل يا عليّ على هذه ، فحملت وقتلت منهم عمرو (١) بن عبـد الله الجُمحي وانهزم الباقون ، وجاءت كتيبة أُخرى فقتلت منها(٢) بشر بن مالك العامري وانهزم الباقون»(٣).
ولم يزل عليّ عليهالسلام يقاتل في ذلك اليوم ويفرّق جموع(٤) القوم ، حتّى أصابه في رأسه ووجهه وبدنه سبعون جراحة ، وهو قائم وحده بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يغفل عنه طرفة عين(٥) ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ياعليّ ، أما تسمع مديحك في السماء؟! إنّ ملكاً اسمه رضوان ينادي بأعلى صوته وهو يقول(٦) :
لا سيف إلاّ ذو الفقار |
|
ولا فتى إلاّ عليّ |
ورجع الناس إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكان جبرئيل عليهالسلام يعرج إلى السماء في ذلك اليوم وهو يقول :
لا سيف إلاّ ذو الفقار |
|
ولا فتى إلاّ عليّ |
وسمعه(٧) الناس كلّهم ، وقال جبرئيل عليهالسلام : يا رسول الله قد
__________________
(١) في «ق ، م» : عمر.
(٢) في «م» : منهم.
(٣) في «ق» : وانهزمت البقية ، وفي «م» : وانهزمت.
(٤) في «م» : جميع.
(٥) قوله : (لا يغفل عنه طرفة عين) لم يرد في «ط».
(٦) في «ق ، م» : ينادي بهذا النداء.
(٧) في حاشية «ط» في نسخة : وتبعه.