ومن(١) ذلك ما ذكر في كتاب «النصرة» قال : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إَلَى اللهِ)(٢) ، فإنّ عيسى عليهالسلام لمّا أحسّ منهم الكفر طلب النصرة(٣) ، وعليّ عليهالسلام تيقّن الكفر من قريش ومن أعداء الله وأعداء محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاهروه به(٤) ، فبات على فراشه ـ كما تقدّم وصفه ـ وفداه بمهجته ، بعد ذلك رمى نفسه في كتائبهم عند الحروب وبذلها(٥) لعلاّم الغيوب ، وفرّج كلمّا دخل فيه وباشره من الكروب ، ولم يطلب منه نصرة ولا استعانة بغير الله من سائر بريّته مدّة حياته.
ومحمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلّ وقت يريد منه الانفراد والاجتهاد فيفديه بمهجته ، مع أنّهم رووا أنّ عيسى عليهالسلام يصلّي آخر الزمان ـ بعد نزوله ـ خلف المهدي عليهالسلام مؤتمّاً به ، ومن المعلوم أنّ عليّاً عليهالسلام أفضل من المهدي عليهالسلامالذي هو إمام لعيسى على نبيّنا وعليه السلام.
وقد تقدّمت الأخبار من صحاح الحفّاظ من أئمّة المذاهب الأربعة بأوصاف ونعوت عليّ عليهالسلام وأقرّوا بالعجز عن حصر ما اجتمع له من المناقب(٦).
ومن ذلك ما ذكر في كتاب(٧) : «مصباح الأنوار» : عن يونس ، عن
__________________
(١) هذا الحديث أثبتناه من نسخة «م» وبه تنتهي النسخة ، ولم نعثر على هذا الحديث إلاّ في الطرائف ، وعليه صححنا المتن.
(٢) سورة الصف ٦١ : ١٤.
(٣) من قوله : (فإنّ عيسى عليهالسلام) إلى هنا أثبتناه من الطرائف.
(٤) في «م» : وجاهدهم ، وما في المتن من الطرائف.
(٥) في «م» : ويعدّ لها. وما في المتن من الطرائف.
(٦) أورده ابن طاووس في الطرائف ٢ : ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
(٧) في «ط» : ومن ذلك ما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه.