إسحاق ، قال : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى غزوة تبوك ، وخلّف(١) عليّ بن أبي طالب عليهالسلام على أهله(٢) وأمره بالإقامة فيهم ، فأرجف المنافقون وقالوا : ما خلّفه رسول الله إلاّ استثقالاً به ، فلمّا سمع عليهالسلام ذلك أخذ سلاحه وخرج إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وهو نازل بالجرف(٣) ـ فقال : «يا رسول الله ، زعم المنافقون أنّك إنّما خلّفتني استثقالاً بي».
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «كذبوا ، ولكنّي خلّفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» فرجع إلى المدينة ، ومضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لسفره.
قال : فكان من أمر الجيش أنّه انكسر وانهزم الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فنزل جبرئيل عليهالسلام وقال : يا نبيّ الله ، إنّ ربّك يقرئك السلام ويبشّرك بالنصر ، ويخيّرك إن شئت أنزلت لك الملائكة فيقاتلوا ، وإن شئت عليّاً عليهالسلام فادعه يأتيك(٤) ، فاختار النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً عليهالسلام.
فقال جبرئيل عليهالسلام :
ناد عليّاً مظهر العجائب |
|
تجده عوناً لك في النوائب |
__________________
(١) في «ط» زيادة : أمير المؤمنين.
(٢) (على أهله) لم يرد في «ط».
(٣) الجُرْف : موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام ، وفيه بئر جُشم وبئر جَمَل ، قالوا : سُمّي الجُرف لأنّ تُبَّعاً مرّ به فقال : هذا جرف الأرض ، وكان يسمّى العِرض. معجم البلدان ٢ : ١٤٩/٣٠٥٣.
(٤) في «ط» زيادة : سعياً.