ثمّ عطف الإمام عليهالسلام على الشجعان ، فانهزم الجمع وولّوا الدُبُر ، وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً(١) وكفى الله القتال بعليّ أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وسطوته وهمّته وعلاه ، وأبان(٢) الله من فضله ومعجزه في هذه المواطن(٣) بما عجز عنه جميع خلق الله ، وكشف الله من فضله الباهر ، إتيانه من المدينة ـ شرّفها الله ـ إلى تبوك في سبع عشرة خطوة ، وسماعه نداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على بعد المسافة(٤) وتلبيته ، وأمر الله النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بنداء عليّ عليهالسلام ، ونزول : ناد عليّاً ، وطلب الإعانة منه من أعظم الفضائل وأظهر الآيات(٥).
وهذا أدلّ دليل على فضل عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه على جميع الأنبياء(٦) والمرسلين ، وعدم نظيره في الخلق ، حيث أمر الله تعالى سيّد أنبيائه وأشرف خلقه طلب الإعانة منه.
وفضل أمير المؤمنين عليهالسلام قد عجز الأنام(٧) عن حصره وتعداده ،
__________________
(١) قوله : (لم ينالوا خيراً) لم يرد في «ق».
(٢) في «ط» : وآتاه.
(٣) في المدينة : في هذا الموطن.
(٤) في «ق» : على بعد تلك المسافة.
(٥) نقله السيد البحراني في مدينة المعاجز ٢ : ٩/٣٥٤ ، عن كتاب «درر المطالب» للمصنّف ، ونقله المجلسي في البحار ٣٧ : ٢٦٧/ أقول ، عن كتاب المستدرك لابن البطريق ، إلى قوله : ومضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لسفره.
وأورد الشعر فقط الكفعمي في المصباح ١ : ٣٦٢ ، وذكر له فوائد فقال : وممّا ذكر لردّ الضائع والآبق تكرار هذين البيتين ، وعنه في مستدرك الوسائل ١٥ : ٤٨٣/٤.
(٦) في «ق» : فضل عليّ على الأنبياء.
(٧) في «ط» : عجز الأقلام.