المطلب الخامس عشر(١)
ومن ذلك ما رواه جابر بن عبـد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أوّل ما خلق الله نوري ، ابتدعه من نوره واشتقّه من جلال عظمته ، فأقبل يطوف بالقدرة حتّى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثمّ سجد لله تعظيماً(٢) ، ففتق منه نور عليّ(٣) ، فكان نوري محيطاً بالعظمة ، ونور عليّ عليهالسلام محيطاً بالقدرة.
ثمّ خلق العرش واللوح والشمس وضوء النهار ونور الأبصار والعقل والمعرفة وأبصار العباد(٤) وأسماعهم وقلوبهم من نوري ، ونوري مشتقّ من نوره ، فنحن الأولون ونحن الآخرون ، ونحن السابقون ، ونحن المسبّحون ، ونحن الشافعون ، ونحن كلمة الله ، ونحن خاصّة الله ، ونحن أحبّاء الله ، ونحن وجه الله ، ونحن جنب(٥) الله ، ونحن عين الله ، ونحن أُمناء الله ، ونحن خزنة وحي الله ، ونحن سدنة الله ، ونحن غيب الله ، ونحن معدن التنزيل ومعنى التأويل ، وفي أبياتنا هبط جبرئيل(٦) ، ونحن محالّ قدس الله ، ونحن مصابيح الحكمة ، ونحن مفاتيح الرحمة ، ونحن ينابيع النعمة ، ونحن شرف الأُمّة ، ونحن سادة الأئمّة ، ونحن نواميس العصر ، وأخيار
__________________
(١) في «ق» : المطلب الرابع عشر.
(٢) في «ق» : تعظيماً لله.
(٣) في «ق» : نوري. بدل من : نور عليّ.
(٤) من قوله : (والعقل والمعرفة وأبصار العباد) لم يرد في «ط».
(٥) في «ط» : حبيب.
(٦) في «ط» : وآيات الله بنا هبط.