تَعالى فِي حُكْمِهِ.
[٢١١ / ٤٠] مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحبَّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ فَلْيَأكُلْ مَعَ ضَيْفِهِ.
[٢١٢ / ٤١] مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِيَ اللهَ سُبْحانَهُ أَجْذَمَ(١).
[٢١٣ / ٤٢] مَنْ أُعْطِيَ فَشَكَرَ وابْتُلِيَ فَصَبر وَظُلِمَ فَغَفَرَ أُولئكَ لَهُمْ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ.
[٢١٤ / ٤٣] مَنْ أَتَى عَلَيْهِ أَربَعُونَ سَنَة وَلَمْ يَغْلِبْ خَيْرُهُ شَرَّهُ فَلْيَتَجَهَّزْ إِلَى النَّارِ.
[٢١٥ / ٤٤] مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلِينَ قَلْبُهُ وَقسوتُهُ فَلْيَمْسَحْ بِرَأسِ اليَتِيمِ
__________________
(١) ذكره الشريف الرضي رحمهالله في المجازات النبويّة : ٢٤٥ / ذيل حديث استشهاداً ، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه «غريب الحديث» ٣ / ٤٨ ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : «من تعلّم القرآن ثمّ نسيه ...» ، قال : «والأجذم المقطوع اليد» ، واستشهد على ذلك بقول الشاعر :
وما كنت إلاّ مثل قاطع كفّه |
|
بكفّ له أُخرى فأصبح أجذما |
واعترض على هذا القول عبـد الله بن مسلم بن قتيبة قادحاً فيه وطاعناً عليه ، فقال : إنّما أتى أبو عبيد في فساد هذا التفسير من قبل البيت الذي استشهده ، وليس كلّ أجذم أقطع اليد ، وإذا نحن حملنا الحديث على ما ذهب إليه أبو عبيد رأينا عقوبة الذنب لا نشأ كلّ الذنب ؛ لأنّ اليد لا سبب لها في نسيان القرآن ، والعقوبات من الله سبحانه وتعالى تكون بحسب الذنوب ... ثمّ استشهد ابن قتيبة بعدّة آيات وأخبار في أنواع العقوبات.
ثمّ قال السيّد الرضي رحمهالله : قلت أنا : وقد خلط هذا الرجل في اعتراضه هذا تخليطاً كثيراً ؛ لأنّه أنكر غير منكر ، وطعن في غير مطعن ؛ وذلك أنّ أبا عبيد إنّما فسّر الأجذم في الحديث بأنّه المقطوع اليد على أصل صحيح ، وهو ما ذكرناه في الخبر الأوّل من أنّ الأقطع هناك كالأجذم هاهنا ، والمراد بـ : إنّه يلقى الله تعالى بعد نسيان القرآن ناقصاً بعد تمامه ، كالّذي قطعت يده فظهرت نقيصة أعضائه ، وإن كان أبو عبيد لم يبيّن هذا البيان ، فإنّه لم يرد غير هذا المراد ... ثمّ أورد الرضي ؛ على كلام ابن قتيبة عدّة أغلاط ، فحريّ بالمراجعة إليه جدّاً.