نزلت الآية في شأن حاطب بن أبي بلتعة حينما بعث الى قريش رسالة مع امرأة يخبرهم فيها بأن الرسول في طريقه الى فتح مكة. يقول :
«أما بعد ، فان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد توجه اليكم بجيش كالليل ، يسير كالسيل ، وأقسم بالله لو لم يسر اليكم الا وحده لأظفره لله بكم ، وأنجز له موعده فيكم ، فان الله وليه وناصره».
فأخبر الله رسوله بأمر الرسالة ، وبعث وراء المرأة من أخذها منها وعاد بها الى رسول الله ، فأحضر حاطبا وسأله : يا حاطب ، ما هذا؟
فأجاب : لا تعجل عليّ يا رسول الله ، اني كنت أمرأ ملصقا في قريش ـ أي دخيلا عليهم ـ وكان من كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم ، فأحببت اذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي ، ولم أفعله كفرا ولا ارتدادا عن ديني ، ولا رضا بالكفر بعد الاسلام.
فقال النبي عليه الصلاة والسلام : أما صاحبكم فقد صدق.
فقال عمر : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق.
فقال النبي : انه قد شهد بدرا ، وما يدريك ، لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
ويقول الله عزوجل في سورة المجادلة :
«لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ، أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ