أمرهم ، وذلك لتعففهم وتنزههم.
٤ ـ تعرفهم بسيماهم ، فيلوح لك منهم الخشوع والتواضع ، ويستطيع المؤمن بفراسته أن يدرك أنهم أهل استحقاق للانفاق عليهم.
٥ ـ لا يسألون الناس الحافا ، فلا يحلون في الاستجداء أو سؤال الناس.
وقد أراد الله تعالى ـ وهو أعلم بمراده ـ أن يبين أن هؤلاء أشد الناس استحقاقا لصرف الصدقة اليهم ، وقد نقل الامام الرازي في تفسيره عن عبد الله بن عباس رضوان الله عليهما أن الرسول صلىاللهعليهوسلم وقف يوما على أصحاب الصفة فرأى فقرهم وجهدهم ، فطيب خاطرهم وقلوبهم ، فقال : أبشروا يا أصحاب الصفة ، فمن لقيني من أمتي على النعت الذي أنتم عليه راضيا بما فيه فانه من رفاقي.
ويقول القرآن الكريم في سورة الحشر : «لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ».
انظر كيف مجّد التنزيل العظيم ذكر هؤلاء الفقراء ، فوصفهم بأنهم مهاجرون ، وأنهم أخرجوا من ديارهم ببغي المشركين ، وأنهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، وأنهم ينصرون الله ورسوله بأنفسهم وأموالهم ، وأنهم صادقون في ايمانهم ، لأنهم هجروا لذات الدنيا ، وتحملوا شدائدها لأجل العقيدة والدين ، وهذه صفات جليلة نبيلة ، ومع ذلك قدم القرآن وصفهم بالفقر على بقية الصفات ، فكأنهم فقرهم تاج فضائلهم.
ويواصل القرآن المجيد عنايته بهؤلاء الفقراء المعتمدين على ربهم ، فيجعلهم أول مصرف من مصارف الزكاة في الاسلام فيقول في سورة التوبة :