كتاب «اللمع» للطوسي :
الفقر رداء الشرف ، ولباس المرسلين ، وجلباب الصالحين ، وتاج المتقين ، وزين المؤمنين ، وغنيمة العارفين ، ومنبه المريدين ، وحصن المطيعين ، وسجن المذنبين ، ومكفر للسيئات ، ومعظم للحسنات ، ورافع للدرجات ، ومبلغ الى الغايات ، ورضا الجبار ، وكرامة لأهل ولايته من الابرار ، والفقر هو شعار الصالحين ودأب المتقين!!.
وهم يرون ان الفقر هو تحقيق العبودية والافتقار الى الله في كل حال ، ولذلك قال يحيى بن معاذ : حقيقة الفقر أن لا يستغني الا بالله.
وقال رديم : الفقر ارسال النفس في أحكام الله.
وقال أبو تراب : حقيقة الغنى أن تستغني عمن هو مثلك ، وحقيقة الفقر أن تفتقر الى من هو مثلك.
وقال أبو الحسن المزين : من افتقر الى الله تعالى ، وصحح فقره اليه بملازمة آدابه ، أغناه الله عن كل ما سواه.
وقال أبو عثمان النيسابوري : صلاح القلب في أربع خصال : في التواضع لله ، والفقر الى الله ، والخوف من الله ، والرجاء في الله.
وقال أبو عبد الله الرازي : «الفقير الصادق هو الذي يملك كل شيء ، ولا يملكه شيء». وهي كلمة مضيئة مشرقة تدل على قوة الارادة وبعد الهمة وعلو العزيمة ، وتذهب النفس مذاهب في تصور مدلولها.
ويرى الصوفية أن الافتقار الى الله يعني تسليم النفس الى بارئها ومالكها والمتصرف بها ، ولذلك يقوم ابن القيم في «مدارج السالكين» : لما كانت نفس الانسان ليست له ، وانما هي ملك لله ، فما لم يخرج عنها ويسلمها لمالكها الحق : لم يثبت له في الفقر قدم ، فلذلك كان أول قدم