لا أدعهن حتى أموت : صوم ثلاثة أيام من كل شيء ، وصلاة الضحى ، ونوم لا أدعهن حتى أمات : صوم ثلاثة أيام من كل شيء ، وصلاة الضحى ، ونوم على وتر».
وفي البخاري كذلك عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أوصى بكتاب الله» أي أوصى بحفظه حسا ومعنى ، فيكرّم ويصان ، ويتبع ما فيه فيعمل بأوامره ، ويجتنب نواهيه ، ويداوم تلاوته وتعلمه وتعليمه. وحسبنا أن نجد أمام أبصارنا وبصائرنا قول رائدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه : «الدين النصيحة» ومعنى هذا ان يكون النصح شعار هذه الامة وديدنها ، يقوم به كل قادر عليه ، ويستجيب له كل محتاج اليه ، وهذا هو المفهوم الكريم لمعنى التواصي بالخير.
ومن وراء سيدنا رسول الله جرت عادة الاخيار من صحابته على أن يبذلوا النصيحة المخلصة والوصية الخيرة ، كلما وجدوا لها موطنا ، وهذا مثلا هو عمر الفاروق يوصي الخليفة من بعده فيقول فيما يقول : «أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الاولين : أن يعرف لهم حقهم ، ويحفظ لهم حرمتهم ، وأوصيه بالانصار خيرا ، الذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم ، أن يقبل من محسنهم ، وأن يعفى عن مسيئهم ، وأوصيه بأهل الامصار خيرا ، فانهم ردء الاسلام ، وجباة المال ، وغيظ العدو ، وأن لا يؤخذ منهم الا فضلهم عن رضاهم ، وأوصيه بالأعراب خيرا ، فانهم أصل العرب ، ومادة الاسلام ، أن يؤخذ من حواشي أموالهم ، ويرد على فقرائهم ، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلىاللهعليهوسلم ، أن يوفى لهم بعهدهم ، وأن يقاتل من ورائهم ، ولا يكلفوا الا طاقتهم ...».
ويتحدث أبو حامد الغزالي عن حقوق الاخوة فيقول : «ومن ذلك التعليم والنصيحة ، فليست حاجة أخيك الى العلم بأقل من حاجته الى المال ، فان كنت غنيا بالعلم فعليك مواساته من فضلك ، وارشاده الى كل ما ينفعه