على الحق والعدل والخير ، وهي أعلى وأنصع صورة للامة المختارة ، وهكذا يريد الاسلام أمة الاسلام ، هكذا يريدها أمة خيرة واعية قائمة على حراسة الحق والخير ، متواصية بالحق والصبر ، في مودة وتعاون وتآخ تنضح بها كلمة التواصي في القرآن.
والتواصي بالحق ضرورة ، فالنهوض بالحق عسير ، والمعوقات عن الحق كثيرة : هوى النفس ، ومنطق المصلحة ، وتصورات البيئة ، وطغيان الطغاة ، وظلم الظلمة ، وجور الجائرين. والتواصي تذكير وتشجيع واشعار بالقربى في الهدف والغاية ، والاخوة في العبء والامانة ، فهو مضاعفة لمجموع الاتجاهات الفردية ، اذ تتفاعل معا فتتضاعف ، تتضاعف باحساس كل حارس للحق أن معه غيره يوصيه ويشجعه ويقف معه ، ويحبه ولا يخذله ...».
ويقال قريب من هذا عن الصبر والتواصي به ، لأنه يقوي العزيمة ويلد الاصرار على الثبات حتى الانتصار.
* * *
وننتقل من روضة القرآن المجيد الى روضة السنة المطهرة ، فنجد رسول الله عليه الصلاة والسلام يعنى بالنصيحة والوصية ، ففي المسند أن رسول الله أوصى سلمان الخير ، وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه اذا أمرّ أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ولم لا وهو يتلقى من سفير الرحمن جبريل الوصية بعد الوصية ، ومن أمثلة ذلك ما يدلنا عليه قوله صلىاللهعليهوسلم : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي : أوصني. فقال له : لا تغضب ، فكرر مرارا فقال له : لا تغضب.