«لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً»(١).
وبطريق النهي عن الظن السيء الخبيث في أكثر من آية كما سنرى :
ها هو ذا القرآن المجيد يقص علينا قصة الافك فيقول فيما يقول :
«إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ، بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ، وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ ، لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا : هذا إِفْكٌ مُبِينٌ»(٢).
ان هذه الكلمات القدسية تحكي ما حدث من افك وافتراء على الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضوان الله عليهما ، وكان ذلك الافك ناشئا من سوء الظن المتعاون مع النفاق الوضيع. وتشير الآيات الى أن حسن الظن كان أولى وأجدر بالمسلمين ، وكان الواجب على كل من سمع هذا الافتراء القذر ان يرده قائلا : «هذا إِفْكٌ مُبِينٌ» ، وذلك كما فعل أبو أيوب خالد بن زيد الانصاري وزوجته رضي الله عنهما ، فقد روت السيرة أن أبا أيوب قالت له زوجته : يا أبا أيوب ، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة رضوان الله عليها؟.
قال : نعم ، وذلك الكذب. ثم سألها : أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟.
__________________
(١) سورة النور ، الآية ١٢.
(٢) سورة النور ، الآيتان ١١ و ١٢.