قالت : لا والله ما كنت أفعله.
فقال لها : فعائشة والله خير منك.
ويروى أيضا أن أبا أيوب قال لها عن حديث الافك : ألا ترين ما يقال؟.
فقالت له : لو كنت بدل صفوان بن المعطل ـ وهو الصحابي الجليل الذي اتهموا به عائشة ـ أكنت تظن بحرمة رسول الله صلىاللهعليهوآله سوءا؟.
قال : لا.
فقالت : ولو كنت أنا بدل عائشة رضي الله عنها ما خنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فعائشة خير مني ، وصفوان خير منك.
يا لروعة الظن الحسن الجميل في موطنه الاصيل الجليل.
* * *
ويقول القرآن فيما يقول وهو يتحدث عن أحداث غزوة أحد في سورة آل عمران :
«ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ ، وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ ، يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ، قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ ، يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا ، قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ