وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً»(١).
فالله جل جلاله قد استثنى هنا المعتصمين به من بين المنافقين ، ووعد هؤلاء المعتصمين بالاجر العظيم مع المؤمنين التائبين المصلحين المخلصين ، والاعتصام بالله انما يكون بالتمسك بكتابه ، والتخلق بأخلاقه وآدابه ، والاعتبار بمواعظه ، والرجاء في وعده ، والخوف من وعيده.
ويقول القرآن في سورة النساء أيضا :
«يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً»(٢).
وهذه الكلمات الربانية تفيدنا أن المتحلين بفضيلة الاعتصام بالله هم أهل الرحمة والفضل والهداية الى الصراط المستقيم ، فالله جل جلاله يقول للناس انه قد جاءكم برهان من عند ربكم وهو رسول الله محمد صلىاللهعليهوسلم ، لأن معه البرهان وهو المعجزة والحجة ، وأنزل اليكم نورا مبينا وهو القرآن ، فيه تفصيل الاحكام ، فالذين آمنوا بالله واعتصموا بالقرآن ، هم أهل الرحمة والفضل والاهتداء.
وفي تفسير المنار : «فالذين يهتدون بهذا القرآن يدخلهم الله تعالى
__________________
(١) سورة النساء ، الآية ١٤٥ ، ١٤٦.
(٢) سورة النساء ، الآية ١٧٤ ، ١٧٥.