سبحانه وتعالى.
ومن حديث القرآن الكريم عن الفرح نستطيع ان نفهم بصفة عامة ان الفرح في القرآن نوعان : مطلق ومقيد ، فالمطلق يأتي في مواطن الذم له والنهي عنه والتحذير منه ، كقوله :
«لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ»(١)
والمقيد اذا قيّد بالدنيا فهو أيضا مذموم ، لأنه يجعل صاحبه ينسى فضل الله ومنته ، كقوله في سورة الانعام :
«حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ»(٢).
أي يائسون أو مكتئبون. واذا كان مقيدا بفضل الله ورحمته فهو محمود مطلوب كقوله في سورة يونس :
«قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ»(٣).
وهذا النوع من الفرح بفضل الله هو الفضيلة الاخلاقية القرآنية ، التي تجعل صاحبها يتسامى عن خسائس الالوان من الفرح ، ويأخذ نفسه بالاقبال على الله ، والفرح بما يأتيه عن ربه من فضل وخير ورحمة.
ان الله تبارك وتعالى يقول :
__________________
(١) سورة القصص ، الآية ٧٦.
(٢) سورة الانعام ، الآية ٤٤.
(٣) سورة يونس ، الآية ٥٨.