أي في طريق الامان والنجاة.
ويقرر العلماء أن السلامة الحقيقية الباقية انما تكون في الجنة ، وفيها بقاء بلا فناء ، وغنى بلا فقر ، وعز بلا ذل ، وصحة بلا سقم ، ولذلك قال الحق عز شأنه :
«لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ»(١).
أي دار السلامة.
و «سلامة القلب» فضيلة من فضائل الاسلام ، وخلق من أخلاق القرآن وجزء من هدى الرسول عليه الصلاة والسلام ، وسلامة القلب هي صفاؤه ونقاؤه ، وصحته وقوته ، وطهارته وبراءته ، والمؤمن الحق من شأنه أن يكون صاحب «قلب سليم». وكثرت عبارات السلف في المراد بالقلب السليم ، فقيل : هو الخالص من دغل الشرك والذنوب. وقال ابن عباس : القلب السليم هو الذي يشهد ان لا اله الا الله ، أي العامر بقصيدة التوحيد. وقال مجاهد : قلب سليم يعني سلم من الشرك. وقال سعيد بن المسيب : القلب السليم هو القلب الصحيح ، وهو قلب المؤمن ، لأن قلب الكافر أو المنافق مريض ، قال تعالى :
«فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ»(٢).
وقال أبو عثمان النيسابوري : «القلب السليم هو القلب السالم من البدعة المطمئن الى السنة». وقال ابن سيرين : القلب السليم أن يعلم أن الله حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها. وأن الله يبعث من في القبور.
__________________
(١) سورة الانعام ، الآية ١٢٧.
(٢) سورة البقرة ، الآية ١٠.