«قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ، وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ» (١).
وقد تكرر ذكر الغيرة في السنة المطهرة ، فجاء في الحديث المروي عن أبي هريرة ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ان الله يغار ، وان المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرّم عليه».
وجاء في الحديث أيضا : «اني لغيور ، وما من امرىء لا يغار الا منكوس القلب» أي ضعيف مغلوب القلب.
ومن أعلام الصحابة المشهورين بالغيرة أبو ثابت سعد بن عبادة بن دليم الانصاري الساعدي ، شهد بدرا ، وهو صاحب راية الانصار في المشاهد كلها ، وكان سيدا جوادا ، صاحب رياسة وسيادة ، وكان محبا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، معظما لشأنه ، فقد روى ابنه قيس بن سعد قال : زارنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في منزلنا ، فقال : السّلام عليكم ورحمة الله. فرد سعد ردا خفيا. فقلت : ألا تأذن لرسول الله صلىاللهعليهوسلم؟. قال : دعه يكثر علينا من السّلام. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : السّلام.
ثم رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم واتبعه سعد فقال : يا رسول الله اني كنت اسمع تسليمك ، وأرد عليك ردا خفيفا لتكثر علينا من السّلام. فانصرف معه رسول الله ، فأمر له سعد بماء فاغتسل ، ثم ناوله سعد ملحفة مصبوغة بزعفران فاشتمل بها ، ثم رفع رسول الله يديه وهو يقول : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة.
__________________
(١) سورة الاعراف ، الآية ٣٣.