أبهر معجزاته ، فلذا خصت ، أو هو الآيات ، والعطف للإشارة إلى الجمع بين كونها آيات وسلطانا واضحا على رسالته.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) (٩٧)
(إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ) أي بالكفر بموسى ، أو طريقة فرعون الجائرة.
قال الزمخشري : هذا تجهيل لمتبعيه ، حيث شايعوه على أمره ، وهو ضلال مبين لا يخفى على من فيه أدنى مسكة من العقل. وذلك أنه ادعى الإلهية ، وهو بشر مثلهم ، وجاهر بالعسف والظلم والشر الذي لا يأتي إلا من شيطان مارد ، فاتبعوه وسلموا له دعواه ، وتتابعوا على طاعته.
(وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) أي بمرشد ، أو ذي رشد ، وإنما هو غي وضلال.
القول في تأويل قوله تعالى :
(يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) (٩٨)
(يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي يتقدمهم إلى النار ، كما كان يقدمهم في الدنيا إلى الضلال (فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ) أي يوردهم. وإيثار لفظ الماضي للدلالة على تحققه والقطع به. وشبه فرعون بالفارط الذي يتقدم الواردة إلى الماء ، وأتباعه بالواردة ، والنار بالماء الذي يردونه.
ثم قيل : (وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) أي بئس الذي يردونه النار ، لأن الورد ـ وهو النصيب من الماء ـ إنما يراد لتسكين الظمأ ، وتبريد الكبد ، والنار على الضد من ذلك.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) (٩٩)
(وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ) أي الدنيا (لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ) أي يلعنون في الدنيا والآخرة ، فهي تابعة لهم ، أين كانوا. ف (يوم) معطوف على محل (في) هذه ، لابتداء كلام.