بسم الله الرحمن الرحيم
سورة النحل
سميت بها لاشتمالها على قوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) النحل : ٦٨] ، المشير إلى أنه لا يبعد أن يلهم الله عزوجل بعض خواص عباده ، أن يستخرجوا الفوائد الحلوة الشافية من هذا الكتاب. بحمل كلماته على مواضع الشرف. وعلى المعاني المثمرة ، وعلى التصرفات العالية. مع تحصيل الأخلاق الفاضلة وسلوك سبيل التصفية والتزكية. وهذا أكمل ما يعرف به فضائل القرآن ويدرك به مقاصده. قاله المهايمي.
وقال بعضهم : تسمية السورة بذلك تسمية بالأمر المهمّ. ليتفطن الغرض الذي يرمى إليه. ك (الجمعة) لأهمّيّة الاجتماع الأسبوعي وما ينجم عنه من مصالح الأمور العامة ، والحديد لمنافعه العظيمة. و (النحل). و (العنكبوت). و (النمل). للتفطن لصغار الحيوانات الحكيمة الصنائع. وهكذا. وسيأتي طرف من حكمة النحل وأسراره عند آيته في هذه السورة.
وهي مكية. واستثنى ابن عباس آخرها. وعن الشعبيّ إلا قوله تعالى : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ) [النحل : ١٢٦] ، الآيات وعن الشعبيّ : إلا قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ) [النحل : ٤١] ، الآيات. وآياتها مائة وثمان وعشرون.
وعن قتادة : تسمى سورة النعم. وذلك لما عدد الله فيها من النعم على عباده.