القول في تأويل قوله تعالى :
(وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) (١٠٤)
(وَما نُؤَخِّرُهُ) أي ذلك اليوم (إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) أي لمدة محدودة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (١٠٥)
(يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) أي بإذن الله تعالى ، كقوله تعالى : (لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) [النبأ : ٣٨] ، (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ).
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (١٠٦)
(فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) الزفير إخراج النفس مع صوت ممدود ، والشهيق : ردّه. كني بهما عن الغم والكرب ، لأنه يعلو معه النفس غالبا. أو شبّه صراخهم بأصوات الحمير.
القول في تأويل قوله تعالى :
(خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (١٠٨)
(خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ ، إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ). (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) أي غير مقطوع ، ولكنه ممتد إلى غير نهاية.
وفي التوقيت ب (السموات والأرض) وجهان :
أحدهما : أن يكون عبارة عن التأبيد ونفي الانقطاع ، كقول العرب : (ما أقام ثبير) ، و (ما لاح كوكب) و (ما طما البحر) ونحوها : لا تعليق قرارهم في الدارين بدوام هذه السموات والأرض ، فإن النصوص دالة على تأبيد قرارهم ، وانقطاع دوامهما.