يشغلهم عن التوبة والتذكير ، أمل استقامة الحال. وأن لا يلقوا إلا خيرا في المآل (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) أي لمن تكون له العقبى.
قال الزمخشري : فيه تنبيه.
ثم بيّن تعالى سر تأخير عذابهم بقوله :
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) (٤)
(وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) أي أجل مقدّر ليتأمّل في أسباب الهلاك ليتخلص عنها ، وذلك بما قام من الحجة عليها ، بتقدم الإنذار وتكرّره على سمعهم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) (٥)
(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها) أي لا تهلك قبله (وَما يَسْتَأْخِرُونَ) أي عنه ، للزوم الحجة وارتفاع الأعذار. ثم أخبر تعالى عن عتوهم في كفرهم بقوله :
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) (٦)
(وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) أي يا أيها المدعي ذلك! إنك لمجنون في دعائك إيانا إلى اتباعك ، وترك ما وجدنا عليه آباءنا. أو في دعواك تنزيل الذكر. أو نادوه بذلك استهزاء وتهكما. أو هو من كلامه تعالى تبرئة له عما نسبوه إليه من أول الأمر.
القول في تأويل قوله تعالى :
(لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) (٨)
(لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) أي هلّا تأتينا بالملائكة يشهدون بصدقك ويعضدونك على إنذارك كقوله : (لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ