البتّة في بطلان قول من قال إنه كان جنيا تصور بصورته ، بل نقطع على أنه كذب. والله تعالى لا يهتك ستر رسوله صلىاللهعليهوسلم هذا الهتك ، وكذلك نبعد في قول من قال إنه كان ولدا له ، أرسله إلى السحاب ليربيه. فسليمان عليهالسلام كان أعلم من أن يربي ابنه بغير ما طبع الله عزوجل بنية البشر عليه من اللبن والطعام. وهذه كلها خرافات موضوعة مكذوبة ، لم يصح إسنادها قط. انتهى.
وزعم القاشاني أن حكاية الجني والخاتم مع سليمان ، هي من موضوعات حكماء اليهود ، كسائر ما وضعت الحكاء في تمثيلاتهم من حكايات أبسال وسلامان.
ثم أخذ القاشاني في تأويلها ، إلا أنه حل الإشكال بإشكال أعظم منه ، عفا الله عنه ، وقال قبل : إن صحت الحكاية في مطابقتها للواقع ، كان قد ابتلي بمثل ما ابتلي به ذو النون وآدم عليهماالسلام ، انتهى والله أعلم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) (٤١)
(وَاذْكُرْ) أي في باب الابتلاء وحسن عاقبة الصبر عليه (عَبْدَنا) أي الكامل في التحقق بالعبودية (أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ) أي دعاه وابتهل إليه قائلا (أَنِّي مَسَّنِيَ) أي أصابني (الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ) أي مشقة (بضم النون وفتحها مع سكون الصاد ، وبفتحهما وضمهما)
(وَعَذابٍ) أي ألم شديد. وقوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) (٤٢)
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ) حكاية لما أجيب به دعاؤه عليهالسلام. أي : فاستجبنا له وقلنا : اركض برجلك. أي أعد بها وامش ، فقد برأت وشفيت من مرضك. وقوي جسمك وصح بدنك (هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) أي ماء تغتسل به وتشرب منه. والإشارة إلى عين أو نهر أو نحوهما.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (٤٣)
(وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ) بأن جمعناهم عليه بعد تفرقهم (وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا)