ونوع من أنواعه ، وأراد أن يذكر على عقبه بابا آخر ، وهو ذكر الجنة وأهلها ، قال (هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ) أي إقامة وخلود (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) أي متى جاءوها يرونها في انتظارهم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ) (٥١)
(مُتَّكِئِينَ فِيها) أي على الأرائك (يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ) أي مهما طلبوا وجدوا ، وأحضر كما أرادوا.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ) (٥٢)
(وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ) أي لا ينظرن إلى غير أزواجهن. أو يمنعن طرف الأزواج أن تنظر للغير ، لشدة الحسن. وهو أبلغ. أو بمعنى حور الطرف جمع (أحور) والثوب المقصور يشبه بالحواريّ في بياضه ونصاعته (أَتْرابٌ) أي متساوية في السن والرتب ، لا عجوز بينهن. جمع (ترب) بكسر فسكون. وهو من يولد معه في وقت واحد. كأنهما وقعا على التراب في زمان واحد. ف (ترب) فعل بمعنى مفاعل ومتارب. وكمثل بمعنى ، مماثل.
القول في تأويل قوله تعالى :
(هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ) (٥٣)
(هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ) أي لوقت جزائه. واللام تعليلية. فإن ما وعده لأجل طاعتهم وأعمالهم الصالحة. وهي تظهر بالحساب وتقع بعده. فجعل كأنه علة لتوقف إنجاز الوعد عليه. فالنسبة لليوم والحساب مجازية. ولو جعلت اللام بمعنى (بعد) كما في (كتب لخمس) سلم مما ذكر. أفاده الشهاب.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) (٥٤)
(إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) أي انقطاع.