للإيذان باستمرار الوحي ، وأن إيحاء مثله عادته. وفي جعل مضمون السورة أو إيحاءها مشبها به ، من تفخيمها ما لا يخفى. وكذا في وصفه تعالى بوصفي العزة والحكمة. وتأخير الفاعل لمراعاة الفواصل. مع ما فيه من التشويق. وقرئ (يوحى) على البناء للمفعول ، على أن (كذلك) مبتدأ (ويوحى) خبره المسند إلى ضميره ، أو مصدره و (يوحي) مسند إلى (إليك). و (الله) مرتفع بما دل عليه (يوحي) كأنه قيل : من يوحي؟ فقيل : الله. (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) صفتان له ، أو مبتدأ ، كما في قراءة (نوحي) ، والعزيز وما بعده خبران له. أو العزيز الحكيم صفتان له. وقوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (٤)
(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) خبران له. وعلى الوجوه السابقة ، استئناف مقرر لعزته وحكمته. أفاده أبو السعود.
القول في تأويل قوله تعالى :
(تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) (٦)
(تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَ) أي يتشققن لتأثرهن من تجليات عظمته ، ويتلاشين من علوّ قهره وسلطنته ، يدل عليه مجيئه بعد (الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) أو من دعائهم له ولدا ، كما في سورة مريم (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) أي يسألون المغفرة لذنوب من في الأرض من المؤمنين به (أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) أي شركاء وأندادا (اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ) أي رقيب على أفعالهم يحفظ أعمالهم ليجازيهم بها يوم القيامة (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) أي بموكل لحفظ أعمالهم. وإنما أنت منذر (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ) [الرعد : ٤٠].
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (٧)